سلطة الشعوب التي نادت بهذه السيادة إلى أن أصبحت في يد قلة يتحكَّمون في الشعوب -باسمهم- في مجالس خاصة بهم تحت تسميات مختلفة, ولم يكن للشعوب منها إلّا الموافقة التامَّة وإظهار السرور أيضًا, وإلا اعتبروا أعداءً للحرية والتقدم وللشعب أيضًا؛ لأن أحكام تلك السلطة التي نشأت بعيدة عن حكم الله وشرعه -زعمت لهم أنها هي التي ستحقق لهم كل ما يريدونه من الكرامة والعيش الرغيد- أي: في ظل حكم الإنسان للإنسان من خلال تطبيق تلك القوانين التي وضعها طغاة يدعون بلسان حالهم الإلوهية والسيادة التامّة بدلّا عن الله -عز وجل, فهل تحققت تلك الوعود البراقة بسيادة الشعوب في ظل انحصار السيادة في طبقة البرلمانات أو المجالس النيابية وما إلى ذلك.
هذا ما سترى الجواب عنه إن شاء الله من خلال الدراسة لهذه النظرية.