للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما سبق يتبين بوضوح أن الدعوة إلى الإنسانية هي شرارة انشطرت عن جمرة الماسونية الحاقدة ودعاياتها الخادعة التي تجيد حبكها المؤامرات اليهودية, وأن ما يبدو للبعض من الفارق بين كلتا الدعوتين فإنما هو فارق لظفي, أو من باب التفنُّن في التقديم, فالماسونية ظاهرة قوية في الدعوة إلى الانسلاخ من كل دين أو طاعة إلّا دين اليهود وطاعتهم, بينما الإنسانية ظاهرها فيه الرحمة والترفع عن التجبُّر والبغض, وأن الدين لا يجب أن يكون حائلًا بين محبَّة البشر بعضهم البعض, وخدمة بعضهم بعضًا؛ لأن الدين أمر شخصي وحسب مزاج الشخص وتوجهه، إضافة إلى أنه يضيق الدائرة على أتباعه, ويمايز بين الناس حينما يلتزمونه, وبالتالي فالبديل الأنسب هو الإنسانية التي تعمّ الجميع دون تمييز أو تفريق بين الجميع.

<<  <   >  >>