فانظر إلى هذه المغالطة, بل الصحيح أن هذا المذهب والدعوة إليه كفيل لو نجح دعاته في إفساد البشرية وقلب الأمور رأسًا على عقب, حينما تتغلَّب ديانة الإنسانية وتتمّ وفق مفاهيم أقطابها -لا قدر الله, وينتصر اليهود فتلغي كل الأديان, وخصوصًا الإسلام الذي هو الهدف الأكبر في حملتهم لمحوه, ومحو أنه الدين الذي نسخ الله به كل الأديان التي قبله, كما تهدف كذلك إلى تمييع مفهوم الأديان حتَّى تشب الأجيال الجديدة وهي لا تفرق بين الأديان, ولا تعرف الصحيح من المزيف, والمستقيم من المعوَّج منها. فيختلط الكفر بالإيمان, فلا يعرف بعد ذلك الحق والباطل في خِضَمِّ هذا التيار الجارف, ومن هنا نجد أن هؤلاء الدعاة تتكاتف جهودهم على ذم الأديان وتجهيلها, وأنها لم تحقق للإنسان الحرية والعدل والمساواة التي يدَّعون أنهم يريدون الوصول إليها بحسب آرائهم الخيالية.
وحينما يزعم الإنسانيون أنهم رحماء بالإنسان والحيوان وهم يقاتلون بين الحيوانات حتى يقتل بعضهم بعضًا وهم يتفرجون ويضحكون, أين الإنسانية منهم؟ أو الرحمة بالخلق؟ وهل ستجد الإنسانية مثل الإسلام في إعطاء تلك الأمور حقها الذي تصلح به الحياة, وتستقيم به الأمور, ويأخذ كل ذي حق حقه؟ كلَّا, ولكن لجلهلهم بالإسلام يظنون أنهم هم الذين سبقوا إلى تلك الدعوى, بل وكثير منهم يعرفون ذلك, ولكن لحقدهم على الإنسانية ورغبتهم في استعباد البشر والسيطرة عليهم جحدوا بها واستقينتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا.