للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدت إلى قيام العلمانية، حيث تعتبر تلك الثورة هي الفاتحة والمشجِّع الأوّل لقيام العلمانية وإخفات أصوات طغاة الكنيسة، وكذا المناداة بإقامة الحكم على اللادينية, وعلى القوانين التي يصنعونها بدلًا عن قوانين الكنيسة وفلسفتها، وذاق رجال الكنيسة وبال أمرهم على أيدي زعماء هذه الثورة الذين كانوا من أعدى أعداء الدين والقيم والأخلاق, وكل ما يتصل بالدين وبالله -عز وجل.

ولقد استفاد زعماء الثورة العلمانية من مواقف رجال الدين الذين حاولوا عبثًا تخويف الجماهير الغاضبة وكبح جحاحهم وإرجاعهم إلى حظيرة الكنيسة، ولكن كان غليان قلوب الجماهير فوق تصورات البابوات، فقد شبَّ الشعب عن الطوق, وأبصروا بأمِّ أعينهم الغبن الفاحش الذي حلَّ بهم على أيدي البابوات.

٨- وانضاف إلى تلك الأسباب سبب آخر تمثَّل في الكيد اليهودي المندَّس ضمن الجماهير الهائجة في الميدان، فد اخترعوا مخططات لضرب الناس بعضهم بالبعض الآخر, وإشاعة الفوضى العارمة التي تسفك فيها الدماء بدون رقابة ولا تحقيق, إذا كانوا ينظرون إلى المسيحيين وإلى الدين المسيحي على أنه هو العدو الحقيقي الذي يحول بينهم وبين وصولهم إلى قمة العزة والكرامة, وملك اليهود العالم، كما أكدته الماسونية اليهودية.

لذلك كانوا هم المحرِّك الفعال والداعم لهيجان الجماهير على رجال

<<  <   >  >>