التي تضمّ كل أفراد القوم وجماعاتهم ليكونوا مجتمعًا واحدًا لا خلاف فيه لاتحادهم التامّ في الانتساب إلى القومية, أما الوطنية التي تقبل كل تناقضات المذاهب المختلفة, وهي في الواقع لا تقبلها كما يدّعون, بل ترمي بها كلها وتؤخذ بدلًا عنها شعار القومية والوطنية, ومن هنا قدَّسوها ورفعوها فوق كل اعتبار, واجتمعوا على التفاخر والتباهي بها, حتى صار كل قوم يدَّعون أنهم هم أفضل الجنس البشري وغيرهم في الدرجة الدنيا, ولهذا تسمع وتعجب حين يفتخر كل قوم أو كل شعب بأنهم أرقى أمة وأفخرها, فما دام قد انحلَّ الوكاء فما الذي يمنع كل جنس أو قوم من الافتخار بل والتعالي على الآخرين, راكبين كل صعب وذلول في تقرير ذلك, فكثرت تبعًا لذلك القداسات المزيَّفة لهذه الفئات من البشر, كما كثرت الأماكن والأرضي المقدَّسة عندهم, كما يقتضيه شرع القومية والوطنية.