للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ١ والأنبياء بشر أرسلهم الله بأنباء الله تعالى ولا شركاء له، والبشر كلهم عبيد الله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} ٢, والتشريع كله لله تعالى, الذي لا محاباة فيه ولا مجاملة على حساب أحد, كما هو حال القوانين الوضعية.

٨- ليس في الإسلام حجر على أن شخص أن يتصل بربه مباشرة وبلا واسطة؛ إذ الكل عبيد له سبحانه، أقربهم إليه أتقاهم له، بخلاف ما كانت عليه الكنيسة؛ إذ لا وصول فيها إلى الله تعالى إلّا من خلال رجال الدين, الرهبان والقسس الذين هم نواب عن المسيح الرب, ويمثلونه -بزعمهم, مما أثار ثائرة المفكرين الغيورين على مستقبل حياتهم وحياة أبنائهم.

٩- ليس في الإسلام رجال دين ورجال دنيا، أو رجال تشريع وقانون، أو رجال طبقات مسخرة، وغير ذلك من أوضاع الجاهلية، فالناس في الإسلام كلهم في درجة واحدة في الأصل والتكليف, لا يتفاضلون إلّا بعلمهم وعملهم الصالح، فلا مزية بينهم إلّا في هذا الميدان، وبالتالي فلا يوجد فيه ما يبرر وجود تلك العداوات والعنصريات التي توجد في النظم الجاهلية العنصرية.


١ سورة الإخلاص، الآيتان: ٣، ٤.
٢ سورة النساء، الآية: ١٧٢.

<<  <   >  >>