المسلمين عمومًا والعرب خصوصًا في ظل ما يحدق بهم من أخطار تتهددهم على طول تاريخهم, وإلى أن يتكاملوا فيما بينهم في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية, وإلى أن يكونوا منهم عالمًا قويًّا ثابت الأقدام كما كان أسلافهم, ثم لتكن تسمية هذا المسلك أيّ ما تكون ما دام الهدف واضح المعالم؛ لأنه إذا كانت كلمة الإسلام تجمعهم سيصبحون قلبًا واحدًا وهدفًا واحدًا, ويصبح العربي وغير العربي المسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى, وكم ضحى العربي بنفسه في سبيل نجاة أخيه المسلم غير العربي, وكم ضحى غير العربي عن أخيه العربي المسلم بنفسه في ميادين القتال, وكم سجَّلوا جميعًا أروع الانتصارات وأروع الإيثار.
وليتذكر العرب والمسلمون جميعًا تلك المواقف التي سجَّلها المماليك في ردّ الصليبيين عن بلاد العرب والمسلمين, وليتذكروا صلاح الدين الأيوبي وهو من الأكراد, ماذا سجَّل للمسلمين في إرجاع القدس وبلاد الشام ودحره النصارى, وكم كانت من المواقف العظيمة التي خاضها المسلمون من أجناس شتَّى في آسيا وإفريقيا وفي أوروبا دفاعًا عن الإسلام والمسلمين, فكم كان المسلمون سيخسرون لو كانت الدعوة قومية من أول يوم؟