وقد توالت الهزائم على العالم الإسلاميّ, فلا يخرجون من هزيمة إلّا إلى أخرى، وأصاب المسلمين الوهن والاستخذاء أمام العبقرية الأوربية، ونجح الجزء الأكبر من المخطَّطات اللادينية، وتضافرت الجهود, وأشغلوا المسلمين بأحداث هامشيِّة فيما بينهم, لا تخدم أيَّ شكل من أشكال المصالح العامة.
وكانت أكبر الخطط الناجحة هي تلك التي اتفق عليها زعماء الغرب من ضرب المسلمين بعضهم ببعض, والاتجاه بالحرب وجهةً أخرى ليس فيها جيوش ولا آلات حربية، وإنما هي حرب الإسلام ذاته عن طريق الغزو الفكري بدون إثارة المسلمين, والتفنن في إطلاق الشعارات البرَّاقة على أعمال العلمانيين والمنصِّرين في البلاد الإسلامية, في أشكال مساعداتٍ ظاهرها الرحمة وباطنها دمار الإسلام والمسلمين١.
أما الاحتلال الشيوعي الماركسي:
ففي الشرق الإسلامي قامت الشيوعية الماركسية باحتلال أراضي المسلمين هناك, وقتلت أهلها قتلًا ذريعًا, وقامت الصين بنفس العمل أيضًا حينما احتلت أجزاء من الأراضي الإسلامية، وكان الجميع يتباهون بقتل وتشريد المسلمين ونشر الرعب
١ كتبت هذا الكلام قبل الأحداث الأخيرة في أمريكا، وأما اليوم فإننا كما نسمعهم في الإذاعات تهدد أمريكا علنًا باحتلال العراق, وأن يتولى حكمه جنزال أمريكي، ولا أحد يدري عن مصير المسلمين إلا الله تعالى. وبعد هذا الكلام والترقب وقع المكروه، والآن أمريكا تحتل العراق وتذيق أهله ألوانًا من الذل والتنكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.