للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى إدارة موحدة, وتصبح الدولة هي المالكة والوحيدة لجميع الثروات ووسائل الإنتاج وجميع المرافق الاقتصادية الأخرى, وتتولى استثمارها١، وبالتالي تحصل السعادة المنشودة.

تلك هي أهم الأمور التي تدور حول مفاهيم الاشتراكية وتحبيبها إلى الناس.

أما المساواة الاقتصادية بين جميع الأفراد فقد حقَّقها الاشتراكيون, لكن على الجانب الآخر فقد استطاعوا أن يساووا بين الناس في الفقر, ولكنهم لم يستطيعوا أن يساووا بينهم في الغنى؛ لأن الهدم دائمًا أسهل من البناء, وحال الشعوب السوفيتية بعد انجلاء غمة الاشتراكية عنهم أقوى شاهد على ذلك.

أما محو استغلال الفرد من قبل الأفراد الآخرين أو الجماعة أو الدولة فهي كذبة واضحة؛ حيث إن الدولة استغلّت الأفراد من اللحم إلى العظم, حتى أصبح الفرد مثل أي قطعة استهلاكية, وأي استغلال أقوى من أن الفرد لا يأكل أي وجبة إلّا ببطاقة, ولا يملك سلكنًا ولا غيره إلّا مع الجماعة, بل وقد يقتل بكل بساطة أمام زملائه إذا اتضح قصوره في العمل.

وكذا إلغاء الملكية الفردية للأرض, نعم حققتها الاشتراكية حتى أصبح الناس كلهم لا يمكلون شيئًا, وأصبحت الأرض ومن عليها من شجر وبشر ملكًا للدولة, وهو ما كان عليه الحال زمن الإقطاع تمامًا.


١ انظر الاتجاهات الفكرية المعاصرة ص١٦٢ نقلًا عن المذاهب الاجتماعية الحديثة لـ "محمد عنان" ص٥١.

<<  <   >  >>