دعواتهم الاشتراكية إلى الناس, وكيف أنهم ركبوا لتحقيق ذلك كل صعب وذلول, وجاءوا بأكاذيب وافتراءات على الإسلام وخيرة الناس بعد الأنبياء والمرسلين تقشعِّر لها الجلود، ومن نصوص مكذوبة لا قيمة لها أو صحيحة, ولكنهم تسلَّطوا عليها بالتحريض دون مبالاة, وكيف لا يكون ذلك منهم وقد قرَّر لهم رؤساء الاشتراكية الماركسية أن الكذب والخداع والغش ومحو الفضيلة وسائر الأخلاق الذميمة كلها فضائل إذا كانت تؤدي إلى نشر الشيوعية, فالغاية عندهم تبرر الوسيلة, وقد نبغ كُتَّاب وصحفيون ومدرسون وغيرهم ينادون بتطبيق الاشتراكية التي مرَّةً يصفونها بأنها علمية, ومرة بأنها إسلامية, وأخرى بأنها عدالة ورحمة, وأن الشعوب تتطلّع إلى تحقيقها بفارغ الصبر, يتمنَّون بين عشية وضحاها أن تأتي الاشتراكية وتؤمِّم جميع ممتلكاتهم, وتجعلها ملكًا للدولة, وتجعلهم حطبًا في وقودها؟!
وللعاقل أن يسأل: ولما كل هذا الإيثار؟ وكيف وصلت الشعوب في حبهم للحزب الاشتراكي والدولة الاشتراكية إلى حد أنهم {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ١.
ولا أشك أن كل قارئ يعرف أن هذا كله كذب ودجل وتزلف إلى الحكام الاشتراكيين بما يرضيهم دون تأنيب من ضمير أو حياء, أو على الأقل الخوف من عقلاء الشعوب أن يلعنوهم, وإليك بيان بعض أساليبهم في الدعوة إلى الاشتراكية.