الله تعالى هو الذي أراد للناس أن يكونوا بهذه الحال؛ منهم الذكي ومنهم البليد, ومنهم الغني ومنهم الفقير, إلى آخر الصفات المعلومة بالضرورة من أحوال البشر, فكيف يقضون على ما أراد الله بقاءه, والحاصل أنه لا دليل لهم على كل ما زعموه من تلك المساواة المكذوبة, وكذلك زعمهم أن الناس كانوا يعيشون حياة ملائكية في منتهى السعادة إن هو إلّا خيال فارغ تكذّبه طبيعة البشر منذ وجودهم إلى اليوم, إضافة إلى أنه لا دليل لهم إلّا محض أخيلتهم المنكوسة, وإلّا فأي زمن خلا عن الحرب والتنافس بين القبائل على أمور كثيرة, أقلها المرعى والحمى والغنائم, وما إلى ذلك من الأمور التي لا بُدَّ من وقوعها ضرورة في كل أجيال البشر.
وأخيرًا أخي القارئ الكريم, يجب أن تعلم أن الحقائق كلها تدل على أن الشيوعية التي نادى بها "ماركس" ورفاقه لم تكن نتتجة عن التأثر بالشيوعية الأولى فقط, وإنما كانت بدافع منها من التخطيط الماسوني اليهودي كما تبيَّن ذلك في دراستنا للماسونية حينما أوعز دهاتها إلى "كارل ماركس" أن ينادي بهذه النظرية الفاشلة؛ لأن تاريخ اليهود يدل على أنهم يستثمرون الأحداث لصالحهم, وأنهم قد برعوا في هذا الجانب, لا أنهم هم الذين يثيرون الأحداث ابتداءً, كما يذكر بعض الباحثين مما يعطي لليهود حجمًا أكبر من حجمهم الحقيقي.