للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورجال الدين النصراني على الفقراء, واقتطاعهم الأراضي الواسعة وحرمان الفقراء منها، بل جعلهم عبيدًا لأصحاب الإقطاعيات يباعون مع بقية كائنات الإقطاعية.

ومما يذكره الباحثون عن ماركس أنه كان حادّ الطباع قلقًا ثائر النفس ضعيف البنية متعصّب لشخصيته, لا يسمح لأحد بانتقاده, ولا قيمة لأي صديق إذا لم يوافقه في كل شيء يعتقده, يستعذب الهجوم على كل مخالفيه, ويسبهم بأقبح السباب في حقد يهودي شديد يملأ نفسه, وحينما حمل على جميع الأديان لإبطالها فإنما كان يريد كلَّ الأديان ما عدا اليهودية التي يحترمها في قرارة نفسه، ولعلَّ بغضه لجميع الأديان إنما كان بسبب العداء الشديد في زمنه لليهود من جميع الديانات, واحتقار الناس لليهود بسبب سلوكهم البغيض تجاه بقية الناس، ومما لازلت أذكره أنه في إبَّان قوة المد الشيوعي وظهور الأحزاب الشيوعية في مختلف البلدان كانت بعض الإذعات العربية تكيل المديح لـ "كارل ماركس", وتصفه للسامعين بأنه كان برًّا رحيمًا محبًّا للفقراء, يعيش معهم ويحنّ على أوضاعهم كالأب الرحيم بأبنائه، وكانوا يحثّون السامعين على شراء كتبه ودراستها, وأوصاف أخرى كثيرة ربما كان أكثرها من خيالات أولئك الحثالات الذين كانوا يظنّون أنهم بلغوا لقمة في الرقي والتقدمية, حينما اعتنقوا مبادئ "ماركس" اليهودية, قبَّحه الله وقبَّحهم حينما كانوا يتطالون على الإسلام ونبي الإسلام بالازدراء والاستهزاء والمقارنات الكاذبة بين حال النظام الإسلامي المتخلِّف -بزعمهم, وبين حال النظام الماركسي التقدميّ العادل.

<<  <   >  >>