ولئن كان ماركس قد تظاهر بأنَّه يدعو لخلاص الفقراء ورفع الظلم عنهم ومساواتهم بالأغنياء, ومحاربة الرأسمالية الجشعة, فإنه كان للفقراء كالمستجير من الرمضاء بالنار.
فلقد كان مذهبه المشئوم نكبة على الفقراء والأغنياء والعمال وكل الطبقات, لقد جاء بظلم جديد بدلًا عن الظلم القديم, وبطالة جديدة بدلًا عن البطالة القديمة, وإذا كان هو نفسه كما يذكر من سيرته كان تعيسًا طفيليًّا كما سمَّته أمّه يعيش على مال غيره, فكيف يمكن أن يسعد الآخرين, فإن فاقد الشيء لا يعطيه, وسيتبين للقارئ مدى فداحة الظلم الذي وقع على البلدان التي ابتليت بالشيوعية من خلال هذه الدراسة -إن شاء الله.
وبعد هلاك "كارك ماركس" تتابع على القيام بأمر الشيوعية جمعيّات وأفراد ورؤساء يغذيهم الحقد اليهودي في مؤامرات وثورات وفتن يتلوا بعضها بعضًا على أيدي أشرار خلق الله من الثوريين الشيوعيين "كارل ماركس"، و"فردوخ إنجلز" وغيرهما ممن جاء بعدهما "ستالين"، و"لينين"، إلى "بريجنيف", وقد برز منهم "لينين"، و"ستالين"، و"ترتسكي"، وقد تزعَّم "لينين" سنة ١٩٠٣م الثورة الشيوعية العارمة على النظام الرأسمالي, إلى أن مات سنة ١٩٢٤م، نشب صراع بين "ستالين" و"تروتسكي", واستطاع "ستالين" ذلك الجبار العنيد أن يخرج منتصرًا بمؤامراة تَمَّت باغتيال "تروتسكي" سنة ١٩٤٠م، وتَمَّ الأمر "لـ "ستالين" الذي أقام الشيوعية قويةً عنيفةً في روسيا, والبلدان التي دارت في فكلها, وتعززت كذلك بانضمام