الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ١ من هو هذا القوي القهَّار الذي جعله بهذه الصفة؟ قالوا: المادة, وكأنهم هربوا من ذكر اسم الله تعالى إلى اسم يوافق هواهم, فإذا كانت هذه المادة هي التي أحكمت هذا الكون, فهي الإله الحق, فلا يبقى أمامهم إلى النطق باسم الله الكريم ويتركوا روغان الثعالب والتكلُّفات الباهتة.
فكل ما قالوه من شبهات تافهة مهما اختلفت أسماؤها, فإنما تدل على انقطاعهم, وأنهم مثل الغريق الذي يمسك بكل شيء يقع في يده لينجو من الغرق.
وكم خسر الملاحدة الشيوعيون حينما أنكروا خالق هذا الكون في مقابل التعصب لآراء اليهودي "ماركس", الثائر النفس الحادّ المزاج المتعصِّب لقومه اليهود, والذي سعى إلى الانتقام من العالم كله بسبب مواقفهم من اليهود الحاقدين على الله تعالى, وعلى كل البشر؛ لأنهم لم يجعلوهم سادة العالم وحكَّامه كما وعدهم الله بذلك -حسب افتراءات واضعي التوراة, فآلوا على أنفسهم أن يقفوا جنبًا إلى جنبٍ مع الشيطان لإغواء البشر وتحطيم دياناتهم وإفساد أخلاقهم؛ ليتمكنوا من استحمارهم جميعًا في النهاية, ولن يتمَّ الله بحوله وقوته لهم ذلك, والله تعالى غيور على دينه, فليموتوا بغيظهم وحقدهم, وسيزيلهم الله هم والمادة التي عبدوها من دونه -عز وجل.