للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحينما تسأل ماركسيًّا عن سر وجود هذا الكون تجده يجيبك بجواب سخفيف تافه فيقول: إن الكون قد تطوَّر بنفسه إلى أن أصبح على ما هو عليه اليوم في هذا التناسق البديع، ويجيب عن سريان الحياة في الكون بأنه بعد أن اكتمل وجود الكون تطوَّر تلقائيًّا إلى أن وجدت الحياة على ظهر الأرض, ومن ضمنها حياة الإنسان الذي وُجِدَ ضمن حركة التطور الديالكتكي دون أن يكون لها أيّ مؤثر خارج عن نطاقها غير التناقضات والتضادّ الكامن في المادة، كما أنه قد احتدم الخلاف جدًّا بينهم في قضية العقل والفكر والمادة أيهما السابق والمؤثر في الآخر, فالمثاليين منهم -أي: المؤمنون بالإله الغيبي- ومنهم "هيجل" يرون أن العقل هو الأساس والمتقدِّم على المادة وما ينتج عنها, بينما المادّيون -منكرو الخالق- "ماركس" وأتباعه, يرون أن لا شيء في الإيجاد سوى المادة, وهي المتقدّمة والمنشئة حتى للإنسان وأفكاره.

- ويتلخَّص الجدل الماركسي في ثلاثة قوانين:

١- قانون التغيير من الكم إلى الكيف, وهو ما يحدث بطريق المفاجأة؛ كتحول الماء الساخن إلى بخار بزيادة النار عليه.

٢- قانون صراع الأضداد الذي يأتي من داخل الأشياء من بذرة النقيض التي توجد في داخل كل شيء وليس من الخارج.

٣- قانون نفي النفي, أي: كل مرحلة تحدث تنفي سابقتها, ثم تنفيها مرحلة تالية, وهكذا١، وهما المراحل المشار إليها سابقًا.


١ بتصرف عن "الفكر المادي في ميزان الإسلام"، ص٥٢.

<<  <   >  >>