٣- جعلوا الدين هو المصدر الفيَّاض للأخلاق والقيم, جعلوه محلَّ سخرية واستهزاء, وأنَّ كل تلك القيم إنما نشأت عن عوامل اقتصادية لا عن الدين الذي تذكره الكتب السماوية, والذي يصوِّرونه كعدو لدود للقيم الإنسانية.
٤- ونشأ عن ذلك الاستهزاء بالحق والعدل الإلهي الذي أكَّدت عليه جميع الشرائع الإلهية, فزعموا أن ذلك لا حقيقة له إلهية, وإنما هو تابع للأحوال الاقتصادية التي أوجدته, وهي التي تمليه على الناس في أحوالهم المختلفة من فقر وغنى, وكثرة وقلة, وحب وكراهية.
لقد أرجع الملاحدة الشيوعيون كل القيم إلى حال الناس بالنسبة للمادة, فقسموا المجتمع إلى قسمين:
١- المجتمع الزراعي.
٢- المجتمع الصناعي.
ثم زعموا أن الأخلاق والقيم والإيمان بالقدرة الغيبية وتماسك الأسرة والحفاظ على العادات القبلية وما إلى ذلك, إنما سادت في المجتمع الزراعي لما يشعرون به من حاجة إلى قوة عليا تنبت لهم البذور في الأرض, أو لبعضهم بعضًا, خصوصًا وهم يشاهدون الأخطار الطبيعية من حولهم؛ كالصواعق والبراكين وهيجان البحار ونحو ذلك, فاحتاجوا إلى التعلُّق بإله قوي يحميهم وينفعهم، بينما تلك الأمور كلها لها في المجتمع الصناعي، وذلك أن المجتمع الزراعي البدائي في الشيوعية الأولى كان بينهم تعاون وفيهم استقرار