وهدوء وسعادة بسبب عدم وجود الملكة الفردية التي ظهرت بعد ذلك بفعل التطور الاقتصادي, وزعموا أن الأولاد في هذه المرحلة كانوا يتبعون الأمهات -أي: كالحيوانات تمامًا- ثم تحوَّل نظام التبعية من الأم إلى الأب باستيلاء الأب على كل السلطة بفعل ظهور الملكية, وظهور التحسُّن في الجوانب الرزاعية, وتعاون الأسرة جميعًا في القيام بها, تابعين لأبيهم الذي سيورث لهم كل ما يملكه بعد موته, فتمت الطاعة للأب, وعمل الجميع تحت أمره, واعتبار تلك الأمور من باب الاحترام الواجب للأب, فلم يكن لذلك سبب إلّا الرغبة في امتلاك ما تحت يده بعد موته، والاستفادة منه في حياته -انظر إلى هذا العقوق- وتناسى العاطفة والحنان المتبادل بين الأسرة.
ثم نتج عن ذلك بفعل التطور نظام الرقّ الذي سبَّبه في الدرجة الأولى التحسن في الزراعة واكتشاف نزعة الملكة الفردية, فمالت الجهات القوية على الضعيفة تستعبدها وتسخرها في العمل لزيادة الإنتاج للأغنياء, وسد حاجة الفقراء الضرورية فقط, ثم نتج عن ذلك الوضع -حسب التطور- نظام جديد هو نظام الإقطاع، الذي سبَّبه اكتشاف الآلات التي تفيدهم في حراثة الارض كالمحراث وغيره, فاحتاج الأغنياء إلى الفقراء ليقوموا بحراثة الأرض وجباية محاصيلها لهم, فنشأ عن ذلك خلق حب الاستعباد والقهر للغير, وحب السيطرة الذي أنتج بدوره نظامًا جديدًا, وهو ما بدا ظاهرًا في النظام الرأسمالي الجشع الذي حوَّل الملكية من ملكية زراعية إلى ملكية رأسمالية, جعلت الفقراء عبيدًا وذللتهم للأغنياء, ونشأ عن ذلك حب الذلة والمسكنة والاستهانة بالنفس بسبب قوة المادة الاقتصادية عند