كبار الأغنياء واستحواذهم على مصادر العمل والكسب, وهذا لا شك أنه أمر يغضب طبقة الفقراء, ويوجد فيهم حبَّ الرغبة في الانتصاف ورفع الظلم, وثورة كامنة في نفوسهم كمون النار في عود الكبريت، ثم نتج عن ذلك صراع مرير فيما بعد؛ لينبثق عنه بعد ذلك العودة إلى الشيوعية إثر الصراع بين العمال وأصحاب رءوس الأموال على ملكية الإنتاج, وانتصار العمال بقضائهم على طبقة الرأسماليين؛ لتعود الملكية جماعيةً كما كانت في البداية -هذا حسب تعليل زعماء الشيوعية, قد سبق أن أشرت إلى أن هذه الأفكار كلها خيالات كاذبة تفتقر إلى الدليل وإلى العقل الذي يصدق بها، إنها افتراضات تدل على مدى النفسية الخبيثة لـ"كارل ماركس", وما كان يعاني منه من ضيق الخلق والأنانية الشريرة, ومحاربته لكل الفضائل والسموّ الأخلاقي, والرغبة في تدمير الأغنياء, وليت شعري هل الأولاد لا يحبون أباهم إلّا ليرثوه فقط؟ وهل المال والحصول على المادة كافية لسمو الأخلاق؟!! أليس الإنسان يطغى أن رآه استغنى, إلّا من وفَّقه الله تعالى، بل أليس من التناقض أن يقال: إن المجتمعات الزراعية القديمة كانوا يعيشون في وئام تامّ وهدوء وأخلاق عالية, بينما يصف المتأخرون اليوم أنفسهم بأنهم في تقدُّم شامخ, ووعي كامل وحضارة راقية, وهم يحملون في صدورهم قلوبًا حاقدة عدوانية, ولا يلوي أحد على أحد, فكان يجب أن يعكس الأمر تمامًا على حسب ما قرروه في هذه التناقضات.