ثم حدث تطور جديد فحُرِّمَت فيه العلاقة الجنسية بين الإخوة والأخوات بطريقة تدريجية, أي: كان التحريم أولًا بين الأخوة والأخوات من الأم الواحدة, ثم شمل التحريم بعد ذلك جميع الأخوة والأخوات الأباعد, ثم زعموا أنّ أسرة الجيل هذه قد انقرضت.
٢- أما أسرة الشركاء فقد كانت العلاقات الجنسية فيها مباحة للجميع في شراكة تامّة؛ بحيث أصبح الولد لا يعرف له أبًا أكيدًا، ومن هذه الأسرة انبثقت أسرة العشيرة.
٣- أما الأسرة الزوجية فقد عرفت بمباشرة الرجل لزوجة واحدة في رباط زوجي, ولكن تعدَّد الزوجات والخيانة الزوجية ظلتا من امتياز الرجل, وأما المرأة فتطالب أن تكون على إخلاص تامٍّ للزوج, فإذا زنت عوقبت عقابًا شديدًا, وعند اختلاف الزوجين يرجع الأولاد إلى أبيهم, كما كان الحال في السابق.
٤- أما الأسرة الواحدانية فهي الأسرة التي تقوم على سيطرة الرجل لإنتاج أولاد لا يشك في صحة أبوتهم؛ لكي يحصلوا على إرث مال أبيهم بعد وفاته, وفي هذه الأسرة يكون تسريح الزوجة أو عدمه بيد الرجل فقط, وليس برضى الطرفين كما في رباط الزوجية السابق, وكانت الزيجة الواحدانية تقدمًا تاريخيًّا عظيمًا, وزعموا أن الأسرة الوحدانية لم تقم على الأحوال الطبيعية التي كانت الأحوال الجنسية مشاعة بين الجميع، بل قامت على الأحوال الاقتصادية, وانتصار الملكية الخاصة على الملكية العامة المشاعة.