للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقفت الكنيسة في صف الإقطاعيين والرأسماليين ضد النفوذ الشيوعي, جاعلين الدين شعارًا لهم في حرب الشيوعية, تضاعف حقد الملاحدة على الدين وعلى كل مَنْ يمثله, واستفاد الملاحدة فوائد كثيرة من وقفة الكنيسة إلى جانب الاستبداديين؛ حيث أغروا الناس بعداوة الدين وأهله.

واشتد حقدهم على نسبة أيّ حق أو عدل أو خير إلى الله -عز وجل, فقد سخروا من كل من يعتقد ذلك ورموه بأنواع السباب؛ إذ ليس هناك -في ميزانهم- حق وعدل وخير وتوجيه من الله؛ إذ أن كل ما يصدر عن الناس من تصرفات إنما هي نتيجة للأحوال الاقتصادية, وتغيراتها المتلاحقة دون أن يكون هناك توجيه غيبي يسيّر الكون أو تظهر الأخلاق عن طريقه. وهم يرتاحون لنسبة الحق والعدل إلى الشيوعية, ولكنهما محرَّمان نسبتهما إلى الله تعالى, ولكن الله -عز وجل- متم نوره ولن كره الكافرون, وقد أذلَّهم الله تعالى أيَّما إذلال.

ومن الجدير بالذكر أن الملاحدة قد يتظاهرون أحيانًا بذكر كلمات الدين والتدين, فيظن من لا يعرف أهدافهم أنهم يريدون ذكر الدين والرضى به, بينما هم في الواقع في غاية البعد عن هذا المفهوم السليم, ولهذا يقول المفكر المسلم وحيد الدين خان: "إنه على الرغم من أن كلمة "الدين" موجودة في التفسير الجديد للدين, ولكن الدين هنا في صورته الحقيقة والعملية لا يختلف عن الإلحاد الكامل في شيء".

"في ضوضاء هذه الدراسة الاجتماعية والتاريخية المزعومة يضيع أصل الدين في هذا التفسير المستحدث فيصبح الدين مجرد ظاهرة

<<  <   >  >>