الحيرة في أنفسهم من هذا المد والجزر من قِبَلِ المدافعين والمهاجمين, فقد انقسم الناس تجاه هذا التساؤل إلى مواقف عديدة؛ فمنهم من جرفه تيار الإلحاد المادي فذهب ينعق بأنه لا يمكن أن يجتمع الدين والعلم في مكان واحد, فيجب إزالة الدين من طريق العلم؛ ليكمل العلم دوره في بناء حياة البشر السعيدة، ومنهم من ذهب إلى أنه يجب أن يبقى أمر الدين, ولكن يكون بعيدًا عن العلم, ويبقى محجورًا عليه الوقوف أمام العلم, فلا يقارن بالتقدم المادي, ولا يصح أن يذكر ذلك فيه, فالدين في جهة والعلم ومخترعاته في جهة أخرى لعدم تلاقيهما.
ومنهم من وقف حائرًا, فقد حصر صدره لا يدري أي جانب يغلب, ولا أي طريق يسلك, فهو قابل للانفجار في كل لحظة, وللميل إلى أي جانب, وعداوة ما عداه.
ولو وُجِدَ التثقيف الصحيح والتوجيه المخلص لما كان الأمر يستحق أكثر من مجرَّد التفاتة بسيطة, ذلك أن أمر العلاقة بين الدين وبين العلم ومخترعاته التجريبية من السهولة بمكان معرفتها, لولا أن الأمر وراءه من بيَّت النية لتعميق الهوّة بينهما, وإشعال نار الحرب والعداوة بن هذين الحميمين قبل أن يفسد الملاحدة ما بينهما من صلات, ولن يتم لهم ذلك بأي حال مهما زخرفوا القول فيه.
نعم لا يوجد أيّ دين صحيح يعارض العلم وما يوصل إليه من مكتشفات نافعة، أمَّا الإسلام بخصوصه فإنه من أشدّ أصدقاء العلم والمتعصبين له