للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بدأ بالحث عليه قبل القول والعمل, فقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} ١.

وقال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ٢.

ومعنى هذا أنه لا نزاع بين العلم وبين الدين في الإسلام, وإنما يتصور وجود النزاع بينهما في الأديان الباطلة القائمة على الخرافات وأمزجة أصحاب الجاه؛ كالدين النصراني الذي وقف ضد العلم بكل قسوة وشراسة؛ لأن القائمين عليه كانوا يخافون أن يذهب نفوذهم من قلوب العامَّة الذين استعبدهم رجال الدين النصراني شرَّ استعباد باسم الدين.

أما الدين الإسلامي فليس فيه شيء من هذا, ولهذا سار العلم والدين في اتجاه واحد هو إثبات عظمة الله -عز وجل- وخلقه لهذا الكون وما فيه, ووجوب التفكر فيه, والاستفادة من كل تجربة يمر بها الإنسان, وقد بدأ العلم مع الإنسان منذ أن خُلِقَ أبو البشر آدم -عليه الصلاة والسلام, فقد علَّمه الله الأسماء كلها, وشرَّفه بالعلم بمعرفتها, فبأي دليل بعد هذا يقول ضلَّال الملاحدة أن بين الدين والعلم جفاءً أو نفورًا {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} ٣.


١ سورة محمد، الآية: ١٩.
٢ سورة العلق، الآيات: ١-٥.
٣ سورة الكهف، الآية: ٥.

<<  <   >  >>