للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واقع توفيق الله لهم, ومن تسمكهم بدينهم، وكانت سببًا لزيادة يقينهم وإيمانهم بالله، ومن أولئك العلماء ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وجابر بن حيان متكشف الصودا الكيماوية وحامض الكبريتيك بعد تقطيره، والرازي مكتشف زيت الزاج وعدَّة أمراض، وابن الهيثم مكتشف علم البصريات، والفرغاني واضع علم المثلثات، والكندي مؤلف في البصريات، والإدريسي مثبت كروية الأرض، ومثله ابن حزم، وجابر ابن حيان أبو الكيمياء، وابن البيطار في الصيدلية، وابن الحفيد والعدوي ... وغيرهم ممن لا يمكن حصرهم في هذا المقام١.

وإنهم جميعًا كانوا يتعبَّدون الله بعلمهم, ويتقربون إليه به, دون أن يشعروا بأي انفصال، فضلًا عن تصوّر وجود نزاع بين العلم والدين، بل كثيرًا ما كان بعضهم فقهاء في علوم الدين ورجال علم في الوقت نفسه٢.

ولم يجدوا في بحوثهم ما يشير بأدنى إشارة إلى النزاع بين الدين والعلم, كلما اكتشفوا شيئًا جديدًا بتجاربهم قالوا: الله أكبر {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} ٣، مع يقينهم بأنَّ ما خفي عليهم من علوم هذا الكون أمور لا تحصى, ولا يعملها إلّا الخلَّاق العليم.


١ انظر لزيادة المعلومات عن هذا الجانب كتاب "موسوعة عباقرة الإسلام في الفيزياء والكيمياء والرياضيات جـ٤ تأليف. د. رحاب خضر عكاري, وكتاب "عباقرة علماء الحضارة العربية والإسلامية في العلوم الطبيعية والطب" تأليف: محمد غريب جودة, وكتاب: "تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه" تأليف: عبد الحليم منتصر.
٢ لا نزاع بين الدين والعلم ص٢٠.
٣ سورة الأعراف، الآية: ٤٣.

<<  <   >  >>