للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد مرت ملايين السنين ولا تزال الذرة هي الذرة, والجمل هو الجمل, والإنسان هو الإنسان, لم يتطور من قرد إلى إنسان إلّا عند "داروين" الملحد الذي أصبحت نظرياته محل سخرية العقلاء من الناس وضحكهم منها, وإذا كان الارتقاء بمعنى أن الإنسان والحيوان يكون في أوله صغيرًا ثم يكبر شيئًا فشيئًا إلى أن يكتمل, فهذا أمر حقيقي مشاهد وهو يدل على قدرة قوية تربيه إلى أن يصل إلى درجة الاكتمال, لا يدل هذا على أنه ليس له إله رحيم مدبر.

وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على هذا التطور والارتقاء في حياة الإنسان والحيوان والنبات, ولو كان للطفل المولود أسنانًا حادَّة من أول يوم لما أرضعته أمه, ولو ولد شابًّا لما وجد ذلك الحنان بينه وبين أمه وأبيه وأهله, ولو كانت الشمس تسطع حرارة منذ بزوغها لما وجد لها هذا الحب في استقبالها وفي غروبها كل يوم, ولكن الملاحدة قلبوا الأمر, فجعلوا ما كان دليلًا واضحًا على قدرة الله تعالى ووجوده جعلوه دليلًا على إنكار وجوده؛ لأن قلوبهم غلف وقد طبع الله عليها.

وأمَّا ما زعموه من أن الكائنات الحية نشأت عن التولُّد, وأن تكيفها مع الظروف هو الذي أبقاها, فإنه يقال لهم: إن هناك حقائق مسلَّمة لا يعارضها عقل ولا دين بحال، بل يؤكدها الدين والعقل بدلالتها على الحقائق العظيمة, ولا يصح أن يقال أنها دليل على صحة نظرية التطور التي يثبتها الملاحدة وهي:

١- الكائنات الأدنى كالنبات وجدت قبل الكائنات الأرقى كما يذكر الباحثون,

<<  <   >  >>