للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالإنسان هو أرقى الكائنات الحية وجد متأخرًا, بينما النباتات وجدت أولًا, فإن الله -عز وجل- خلق السموات والأرض, وخلق الأرض وقدَّر فيها أقواتها وما يحتاج إليه البشر حين يوجدون عليها.

٢- يوجد كثير من أوجه الشبه بين الكائنات الحية كالإنسان والقرد, ومع ذلك بقي كل كائن كما هو على طول المدى, لم يتحول القرد إلى إنسان, ولا الإنسان إلى قرد.

٣- الكائنات الحية تملك قدرة على التكيف مع الظروف "ظهور المناعة لمقاومة الأمراض, تغير لون الجلد لمقاومة الحرارة وأشعة الشمس ... إلخ١.

ويقال لهم في توجيه ذلك: إن كل هذه الثوابت لا يعارضها الدين أو العقل, وهي من أوضح الأمور على قدرة الله تعالى الذي منحها هذه الصفات, فإن ترتيب وجود الكائنات يعود لمشيئة الله تعالى كذلك, ولا يلزم من وجود الكائن الأوّل أن الكائن الذي يليه تولَّد عنه، فإنه الإنسان مع وجوده متأخرًا لا يصح أن يقال أنه تولّد عن النبات الذي سبقه في الوجود وإلّا لزم التسلسل, فإنه يقال لمن يريد إثبات ذلك: والنبات أيضًا عن أيّ شيء تولَّد؟ فلو قال: من اجتماع أجزاء المادة, يقال له: وأجزاء المادة أيضًا من أي شيء تولدت؟ وهكذا, فلا يجد جوابًا في النهاية إلّا التسليم رغم أنفه شاء أم أبى.

وأما وجود التشابه بين الكائنات الحية فلا يعني هذا أيضًا أن كل كائن


١ "الله يتجلى في عصر العلم"، ص٣٨.

<<  <   >  >>