أما الحرية في مفهوم الجاهلية قديمًا وحديثًا فهي الظلم في القديم كما قال الشاعر:
والظلم من شيم النفوس ... فإن تجد ذا عفه فلعلة لا يظلم
والجنس كما هو حال الأمم التي أعرضت عن الدين، وكما عبَّر عنه الصينيون في تظاهراتهم المشهورة حينما قالوا:"إنه لا حرية عندنا إلّا في الجنس".
ولقد فهم الكثير من الذين ينادون بشعار الحرية أنها هي أن يعمل الإنسان ما يشاء، وأن يرتكب من المنكرات ما يلذ له، وأن يقول كل ما يريد قوله، وأن لا يكون للمجتمع أي تأثير عليه، إنه يفهمها على أنها الانفلات من كل القيود, ثم الفوضى وإشاعة الفساد, والوصول إلى الإلحاد تحت هذه التسمية, ولقد ظهرت جحافل من دعاة الحرية خدعوا الناس وأوهموهم أنهم يجب أن يكونوا أحرارًا لا قيود عليهم من دين أو مُثُل أو عرف, بل هي الانطلاق التام. دون أن يفطن هؤلاء المخدوعون بأنها مصيدة يهودية ماسونية وأوحوا بها إلى الدهماء من الجوييم كما يسمونهم؛ ليملئوا بها فراغًا في أذهانهم, بينما هم يعلمون تمامًا أن لا حرية حقيقية سيصل إليها الجوييم, وجاء دعاة الإباحية والوجودية والشيوعية بما زاد الطين بلة والنار اشتعالًا وملؤا أذهان الشباب والشابات بطنين الحرية الشخصية والحرية الجنسية والحرية الكلامية ... إلخ، فإذا بتلك الحريات كلها تصبّ في مصب