للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحد هو القضاء على الأديان والعفة والشريعة الإسلامية, وفتح الباب على مصراعيه لدعاة الفجور والفحش باسم الحرية، ومنع المصلحين من الإصلاح بدعوى عدم التدخل في شئون الغير أو كبت حريتهم.

جاء في كتاب الحرية في الدولة الاشتراكية "أنه لو قام مجتمع من النساء الحريصات على استقلال جنسهن بتكوين جماعة تدعوا أو تمارس بين النساء أنفسهن نظرية التناسل بدون رباط زواج, فليس من حق الدولة أن تتدخَّل في أعمال تلك الجماعة"١.

وأي مصلح ينادي بالكف عن المنكرات والإقصار عنها صاحوا به: إنه يريد كبت حريات الناس، إنه متزمِّت ومتشدد، وما إلى ذلك من الدعايات الباطلة ضده.

وحينما تعرف الحرية بأنها الانطلاق في الرأي استغلَّ دعاة الحرية اللادينية هذا المفهوم ونادوا بما سمونه باحترام الرأي والرأي الآخر, وهم يريدون الانطلاق في الرأي الذي يؤدي في النهاية إلى انتكاسة البشرية وفرض آراءهم العلمانية والعقلانية والشعوبية والقومية وكل النعرات الجاهلية، وكذا تعريف الحرية بأنها الانطلاق في الاعتقاد وفي القول وفي الفعل، فإن دعاة تلك الحرية الباطلة لا كابح لجماحهم, انطلقوا في الاعتقاد في القول والفعل إلى الرذائل والآراء السقيمة والنظريات السخيفة بحكم حرية الاعتقاد في القول فملؤا إذاعاتهم وصحفهم ونشراتهم بما يستحي


١ "الحرية في الدول الاشتراكية" ص١٣٥، نقلًا عن "الاتجاهات الفكرية"، ص٨٣.

<<  <   >  >>