تبقى تلك الدكتاتورية؛ إذ أنَّ الشعب أصبح حاكمًا نفسه بنفسه, وكلهم طبقة واحدة هي "البروليتاريا" وقد رأى العالم مدى صحة هذه الأحلام الفارغة؛ حيث أصبحت تعاليم "ماركس" تحت النعال بعد أن أثبتت فشلها الحتميّ, شأنها شأن كل الأفكار والمعتقدات الباطلة.
وهناك الكثير من المبادئ الماركسية التي تطرَّقت إلى كل جانبٍ من جوانب الحياة، والذي يهمنا هو معرفة الفشل الذريع الذي لحق الاشتراكية في معالجتها هي والشيوعية للحالة الاقتصادية، وكيف كانت النتيجة التي وصلت إليها النظريتان الجهنميتان, فإنهما بعد أن عاثتا في الأرض فسادًا طوال سبعين عامًا من قيامهما المشئوم, وأتتا على الأخضر واليابس, وقتل بسببهما ملايين لا يعلم عددهم إلّا الله, ودنست الأخلاق, ومُزِّقَتْ الأسر, وعلا قرن الشيطان١، فأذن الله تعالى في إظهار فشل الشيوعية ذلك الفشل الذريع في سد الحاجات الضرورية لأتباعها من الموارد الزراعية, إلى أن أصبحوا يتكَّفَّفون الغرب الرأسمالي الذين تنبأ لهم "ماركس" بأنهم سيكونون أول من يتقبَّل الاشتراكية الشيوعية بصدر رحب -بزعمه, وكان الشيوعيون يصفون الغرب وغيرهم بالتخلف والجمود.
وما إن قويت الثورة الصناعية عندهم حتى فاجأتهم بزيادة العمل وقلة المكاسب وتدني الحياة وتدني الأخلاق, وزيادة الفقر, وانخفاض المستويات الصحية, وسلب الحريات في البلدان الشيوعية, وكممت الأفواه واشتد الحكم
١ لقد انجلت الظلمة عن فشل الشيوعية بعد سبعين عامًا في جميع أنظمتها وداستها أقدام كانت تقدّسها, وللباطل صولة ثم يضمَّحل.