للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يكون النزاع إمَّا أمر بمعروف أو نهي عن منكر, وليس هو من قبيل الحرب الاقتصادية, أو بسبب الملكية الفردية أو الجماعية كما يزعم الملاحدة, أو أنه حرب طبقات.

ومن أقوى ما يدل على كذب الملاحدة في زعمهم أن نزع الملكية الفردية ينهي الصراعات ويؤلف القلوب ويساوي بين طبقات المجتمع كلهم فيعيشون عيشة ملائكية, من أقوى ما يدل على كذبهم هذه الصراعات التي لا نهاية لها بين مختلف معسكرات الشيوعية, مع أن الملكية الفردية لا وجود لها في دستورهم, فلماذا إذن هذه الصراعات؟ وعلى أي شيء؟ {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ١, ٢.

كما أنَّ زعمهم أن الصراع هذا لا يزول إلّا بزوال الملكية الفردية كلام كاذب, فإن الصراع باقٍ والملكية الفردية كذلك لن تزول من نفوس الناس, والدليل على ذلك أن الصراع لم ينته مع وجود القمع الشديد للملكية الفردية في البلاد الماركسية، بل إن الصراع لا يمكن أن ينتهي ليس بين الناس فحسب, بل والحيوانات كلها.

وقد عاش الناس في ظل النظام الشيوعي حقبة من الزمن وهم ينتظرون تلك الجنة التي وعد بها "ماركس" بعد أن وضعت الحرب الطبقية أوزراها, وبعد أن قضى النظام الماركسي على الملكية الفردية بكل وحشية عرفتها البشرية, وهم يتنظرون ذلك اليوم الذي يزول فيه الصراع الطبقي بكل


١ سورة فاطر، الآية: ٤٣.
٢ انظر مذاهب فكرية معاصرة، ص٣٦٢.

<<  <   >  >>