أشكاله, فلا يبقى صراع ولا أحقاد ولا حاكم ولا جيش ولا سجون, يعيشون كالخراف الأليفة, ولكن ماذا كانت نتيجة هذه السخافة؟
لقد عاش المجتمع الشيوعي صراعًا طبقيًّا مريرًا؛ سواء أكان على مستوى الأفراد أو على مستوى الدولة, إلى أن هدأت عاصفة الشيوعية, وكيف لا يحصل صراع بين جماعات قامت في الأساس على الصراع, بل وعلى مشروعيته وضروريته لقيام حكم البروليتاريا بزعمهم, حتى أصبح الصراع والثورات والقتل والاغتيال من أسس بناء الماركسية دون أن تظهر أدنى إشارة إلى تلك الجنة المزعومة الماركسية، ومثل هذه الكذبة وقعت أيضًا الكذبة الأخرى, وهي القول بأن الناس كلهم سيعيشون حياتهم في مستوى واحد, وعلى طبقة واحدة بلا تفاضل بينهم عندما تكتمل الشيوعية وتطبَّق وفق ما قرره اليهودي "ماركس" عدو الجوييم -حسب تسمية اليهود لهم, وإذاسألت عن سر بقاء الحكومة في البلاد الشيوعية فإن جوابهم: إن هذه الحكومات القائمة إنما هي حكومات مؤقَّتة, وستنتهي بانتصار الشيوعية على كل الأنظمة المناوئة لها١.
لأن الناس حينئذ سيعيشون دون مشكلات ولا صراع يتطلب تدخُّل قوة عليا, ولا فقر بسبب المشكلات, ولأن الناس حينئذ يكونون على مستوى رفيع في الأخلاق والسلوك الطيب والرقابة الذاتية التي هي أقوى من الرقابة الخارجية, ولا ملكية فردية تسبب الخصومات والاستئثار بالمال والرغبة في جمعه.
١ وهذه الفكرة توجد عند الرافضة؛ إذ يعتبرون حكّامهم نائبين مؤقتًا عن المهدي الذي سيستلم الحكم فور خروجه من السرداب المزعوم.