هكذ زعم الملاحدة, ولكن السؤال المهم هو: هل ستحقق هذه الأحلام السخيفة في يوم من الأيام؟ أو هل تحققت في يوم من الأيام بالدليل المقنع١، أم أنها خدع كاذبة وتضليل, أو أفيون للشعوب المغلوبة على أمرها كما هو الواقع؟
إن الإسلام يعتبر الفكر الماركسي في ناحيته الاقتصادية فكرًا فاشلًا مخالفًا للعقل والفطرة السليمة, وأنه قام على نظريات جاهلية أخطأت الطريق الصحيح للاقتصاد النافع, وبدلًا من أن توجّه جهود المجتمع لمساعدة بعضهم بعضًا إذا بها تحرم الملكية الفردية, وتشعل مكامن البغضاء, وتثير الصراعات الطبقية بحجة سخيفة وهي: لترتفع الطبقة الكادحة بزعمهم, ولكي لا تتكدس الأموال في ناحية دون أخرى, وعند قوم دون آخرين, وكل ذلك ليس هو الحل الصحيح, ولا الحل الذي تستقيم به الحياة وتسعد الشعوب به, فهو مرفوض جملة وتفصيلًا, ويعتبره الإسلام تدخلًا فيما لا ينبغي للبشر سلوكه, فالناس كلهم عبيد لله في الإسلام, والمال مال الله, والرزق بيد الله يؤتيه من يشاء, لا يجره حرص حريص, ولا ترده كراهية كاره.
فالمكلية الفردية حق اقتضته الفطرة والضرورة لصلاح الأحوال, وعلى الجميع أن يعضد بعضهم بعضًا بالتي هي أحسن, فلا صراع ولا بغي ولا عدوان، ولم يجعل الإسلام للشخص مطلق الحرية في أمواله ينفقها بإسراف أو يمسكها كما يحلو له، بل هو محاسب عليها ومسئول عنها, وعليه حقوق فيها يجب أن يؤديها, وإذا كان في الأغنياء من طغى وتجبَّر فهؤلاء لهم ما كسبوا وعليهم ما
١ هذا رد لقولهم: إنها تحققت في عهد الشيوعية الأولى.