اكتسبوا, وسينالون جزاءهم, ولا يبرر فعلهم محاربة الملكية الفردية أو قيام الصراع الطبقي بين المجتمعات, كما أنَّ في أولئك التجار من اتَّصف بالعطف والتسامح ومساعدة المحتاجين دون منَّةٍ ولا أذى, والحكم على طبقة الأغنياء بأنهم احتكاريون وانتهازيون, وأنهم هم العقبة الكؤود في طريق غنى الفقراء وارتفاع معيشتهم إن هي إلّا خرافات سخيفة وأوهام باطلة قد دلَّت التجارب الشيوعية على فشل هذه الفكرة الخاطئة حين أفقرت الأغنياء وأتعست الفقراء, ومُلِئَت القلوب حقدًا وغضبًا, وأتعست الحالة الاقتصادية, ونشبت الصراع الطبقي على أشده دون رحمة، وفي التاريخ الإسلامي أمثلة مشرقة للمجتمع حينما تصفوا القلوب وتزول البغضاء, فقد كان في الصحابة -رضوان الله عليهم- أغنياء وفيهم فقراء, وكان أحدهم يقول لصاحبه: عندي زوجتين, انظر أعجبهما إليك فأطلقها وتتزوجها, وعندي من الضياع كذا كذا, أتنازل لك عن نصفها, فيقول له الصحابي الفقير المهاجر: بارك الله لك في مالك وأهلك, دلني على السوق, فيذهب ويعمل ويرزقه الله تعالى, وكان فيهم من يملك الأموال الكثيرة مثل: عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه, وولم ينقم عليه أحد فيها, وقد أنفق عثمان -رضي الله عنه- ألف بعير في سبيل الله, وغير ذلك من الأمثلة المشرقة التي قام عليها الإسلام بعيدًا عن الصراعات الطبقية البغيضة، ذلك أن الإسلام يعالج المشكلة القائمة دون النظر إلى أسبابها, كما أنه يأتي بالحلول التي لا مضرَّة فيها على أحد؛ إذ لا ضرر ولا ضرار، بينما الشيوعية الحمراء عالجت المصائب بمصائب أفدح منها.
داويت متؤدًا وداووا طفرة ... وأخفُّ من بعض الدواء الداء