أعظم الأمور التي ينفذ من خلالها كل صاحب غرض إلى تحقيق غرضه بوسيلة المال, لهذا حينما جاءت الماركسية لم يجد أتباعها أيّ وسيلة أشد نفوذا إلى نفوس الناس وإثارة أحقادهم وقلب أوضعاهم كلها من وسيلة إثارة الأمور الاقتصادية, فأثاروها بأنواع الدعايات وشتَّى الأساليب, حتى تَمَّ لهم قلب الأمور رأسًا على عقب في كثير من بقاع الأرض, مستغلين لتحقيق أغراضهم الفقر من جانب, وجهل الناس بحقيقة الدين, وجهلهم كذلك بحقيقة ما يدعو إليه وألئك الملحدون.
من جانب آخر فإذا بقرن الشياطين يظهر عاليًا, وإذا بنداءات الجهَّال ترتفع, وداسوا في طريقهم كل فضيلة, ونبذوا كل تنظيم أو دين, ورفعوا شعارتهم الاقتصادية الجاهلة التي اتَّضح أمرها فيما بعد, بأنها كانت سرابًا وخيالًا فارغًا, ولكن بعد فوات الأوان، بعد أن جرف تيارهم في طريقه ملايين البشر فأوردوهم الهلاك في الدنيا والأخرة, وما ذلك إلّا بفعل الدعايات أولًا, ثم بفعل الحديد والنار ثانيًا, وليس لوجود تلك التيارات الجهنَّمية التي لا تفلح في شيء مثل ما نجحت في الفوضى الإباحية.
ومن العجيب أن ينبري دعاة الإلحاد أقزام الشيوعية والوثنية إلى مهاجمة الحلول الاقتصادية الإسلامية لمشكلات الفقر والبطالية وهم لا يعرفونها, ولم يدرسوها في كتاب الله ولا في سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ولم يجربوها, وإنما يسمعها بعضهم من بعض في صورة مشوَّهة كاذبة, ثم يتناقلونها على حد ما أخبر الله تعالى عنهم في كتابه الكريم حيث قال: {وَكَذَلِكَ