للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله صلى الله عليه سلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ١.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن لأحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ٢.

وفي راوية: "لجاره"، وغير ذلك من النصوص المستفيضة في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- التي تدعوا إلى الألفة والمحبَّة وصفاء القلوب والرحمة بين أفراد المجتمع, وترك شح النفس والغش في المعاملات, وإلى الصدق في البيع والشراء, وإلى تحقيق قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار" ٣.

وتدعو كذلك إلى التعاون في وجوه الخير, وإلى أن يؤدي كل فرد ما عليه من واجباتٍ تجاه الآخرين من أمور تتعلّق بالشخص أو بماله، وأوجب الزكاة التي تعود إلى الفقراء بدون أن يشعروا بأي منَّةٍ لأحد بعينه, وما ينشأ عنها من ترابط المجتمع وتوادّه, إضافةً إلى ترغيبه في الصدق والاتصاف بالكرم والتنفير عن العودة في الهبة, وغير ذلك من السلوك الذي تحقق به السعادة.

ولا شَكَّ أن الفقر هو أكبر المشكلات بين البشر قديمًا وحديثًا, وهو أيضًا


١ أخرجه مسلم ج٤، ص١٩٩٩، والبيهقي في سننه ج٣، ص٣٥٣.
٢ البخاري ج١، ص١٤، ومسلم ج١، ص٦٧.
٣ أخرجه الحاكم في المستدرك ج٢، ص٦٦.

<<  <   >  >>