للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن ندرة بعض الموارد لدى بعض المجتمعات إن يعود إمّا إلى قصورهم في استخراج تلك الموارد, أو لصارف آخر صرفهم عنها, وإلا فقد اقتضت حكمة الله -عز جل- أن الموارد تكفي لحاجات الناس لا لرغباتهم وشهواتهم التي لا تقف عند حد, وهذا يعود إلى مصلحة الإنسان نفسه إذ {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} ١.

وقد رتَّب الله -عز وجل- أن يكون للإنسان دور واضح في استخراج الخيرات, والقضاء على مشكلات الحاجة والفقر بالعمل الجاد, وحسن التصرف؛ لاستجلاب فوائد مختلف الموارد {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ} ٢.

فإذا حصل بعد ذلك فقر وحاجة فربما تكون أبرز أسبابه كسل الإنسان وخموله وعدم البحث وعدم المشي في مناكب الأرض كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} ٣.

أو يكون بعد بذل الأسباب ابتلاءً من الله تعالى, وقدر لا مفر منه, أمَّا حاجات الإنسان فإن الإسلام لا يمنع من تلبيته تلك الاحتياجات ما دامت ضرورية لحياة الإنسان الروحية والجسدية, ولا تصل إلى حد


١سورة الشورى، الآية: ٢٧.
٢ سورة التوبة، الآية: ١٠٥.
٣ سورة الملك الآية: ١٥.

<<  <   >  >>