للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسراف والتبذير, ولا يحد الإسلام إلّا من الإكثار في إشباع الرغبات التي لا تقف عند حد كما قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} ١.

وقوله تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} ٢.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثًا, ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب" ٣.

وهكذا فإن الرغبات لا تقف عند حد أو نهاية, ولو كانت تقف عند حد لكان الوادي من ذهب رزق لا مزيد عليه, ومع ذلك فلو ملكه الإنسان لتمنَّى آخر, ومن لم يفرق بين الحاجات والرغبات تجده دائمًا يعيش في قلق وإحساس بالفقر؛ لظنه أن الرغبات التي تجول بخاطره هي حاجات ضرورية, فيتلهَّف على حصولها ويتأسَّف لعدمه.

ومن الدير بالذكر أن الإسلام لا يعترف بالفواصل التي وضعها البشر بين الاقتصاد الدنيوي وبين ارتباطه بالنظر إلى الجانب الديني, فإن الإسلام يعتبر الجانب الروحي والوازع النفسي هما أقوى دعائم الاقتصاد, ذلك أن الاقتصاد الذي يفتقر إلى مراقبة الله تعالى في كل التصرفات إنما يقوم


١ سورة آل عمران الآية: ١٤.
٢ سورة الفجر الآية: ٢٠.
٣ أخرجه البخاري ج٥، ص٣٢٦٤، ومسلم ج٢، ص٧٢٥.

<<  <   >  >>