وكل ما تقدَّم يدلل على أن المشكلة الاقتصادية لا تكمن في ندرة الموارد فقط, وإنما تكمن في أغلبها على سوء الإنتاج والتوزيع, وأن القول بعدم نهاية الحاجات إنما هو جري وراء الرغبات التي لا نهاية لها، وأنّ ما يقال عن ندرة الموارد إن هو إلّا وهم؛ إذ الندرة ليس في الموارد, وإنما في الإنتاج الذي يعود إلى كدِّ الإنسان وعمله, أو تكاسله وتقاعسه كما تقدَّم.
وقد أمر الله بالضرب في الأرض والعمل والجد في الاكتفاء في جميع الجوانب المعيشية, بل والحربية, كما قال تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} ١، والله تعالى لم يكلف الإنسان ما لم يكن باستطاعته, وهذا يدل على أن الموارد متاحة له إذا جاء بأسبابها.