٢- وجعل جزءًا منه يحرم التعامل به لما فيه من إضرار بالغير وبالأخلاق والسلوك الطيب, أوكل جوانب أخرى, إلى ضمير الشخص ورغبته فيما عند الله تعالى.
وقد اعتنى الشرع الشريف بإسعاد كل البشر في دنياهم, وبفوزهم في أخراهم, ومما هو معلوم أن الفقر هو أشد أسباب الهموم والقلق والاضطراب, بل هو مفتاح كل الشرور، ولهذا كان للإسلام تجاهه مواقف وحلولًا مفيدة مأمونة العواقب, بعضها يقوم بها كل فرد بنفسه, وبعضها يقوم بها كل أفراد الأسرة, وبعضها يشترك فيها أكثر من جهة من أفراد المجتمع, وبعضها تقوم به الدولة تجاه الآخرين, وهذه الحلول فيها الأناة والتؤدة وملازمة الصبر والرضى بأمر الله, بخلاف الحلول البشرية التي قامت على الطيش والعجلة في الحصول على المال بأي طريق, حتى وإن كان وخيم العواقب كثير الرذائل؛ إذ الهدف هو الحصول على المال, وهو نصب عين الشخص منهم ومجتمع همه, ولتكن النتائج ما تكون على حَدِّ ما قاله أحد الشعراء:
إذا هَمَّ ألقى بين عينيه همَّه ... ونكب عن ذكر العواقب جانبا
لهو مجتمع أناني مفكّك لا ترابط فيه, وما تراه في سلوك الرأسمالية والشيوعية تجاه جمع المال هو أقوى شاهد على ضحالة أفكارهم وقصورها عن الحلول الإسلامية الربانية الصحيحة, التي تنظر إلى كل من الغني والفقير نظرة الأم الحنون تجاه أولادها.