للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في عصرنا في وسائل الإعلام بشتَّى صنوفه -إلّا من رحم الله, فقد جدَّ أعداء الإسلام في تمييع شباب المسلمين وإخراجهم عن دينهم, وجعلهم أداءة طائعة لمطامعهم, يريدونهم أن لا يصلحوا لجهاد ولا يتحركوا لإصلاح، ويجدر بالأب إذا لم يستطيع كبح جماح ولده بشتَّى الوسائل أن يستعين بعد الله بالدولة, ويترك العاطفة جانبًا فلربما يجد على أيديهم خلاص ابنه, خصوصًا الدولة التي يمنّ الله عليها بحكَّام مسلمين مخلصين, فإن الولد يحسّ حين تتضافر جهود الأب والدولة على ردعه بأنه شاذٌّ عن الطريق الصحيح, وإلّا لما وقف كل المجتمع في وجهه بما فيهم مصدر الرحمة عليه وهو الأب, وتضاف إلى مسئولية الدولة عن هذا النشئ أيضًا فتح المجالات التي تستوعبهم, ويشغلون فيها بمختلف الأنشطة المفيدة, بل وفتح دور للإصلاح والتهذيب على حد قول الشاعر:

قسا ليزدجروا ومن يك حازمًا ... فليقس أحيانًا على مَنْ يرحم

وقد سمع عمر -رضي الله عنه- في إحدى عسَّاته بالليل امرأة من داخل بيتها تتغنَّى بأبيات شعرية تذكر فيها أنه لولا خوف الله لسهل عليها مقارفة جريمة الزنا, فسأل عن حالها فتبيِّنَ أن زوجها ضمن المجاهدين, فأمر بردّه, وحدَّد بعد ذلك وقتًا لغياب الزوج عن زوجته، وقد سمع امرأة تتغزَّل في رجل فأمر بإحضاره فرآه جميلًا وسيمًا, فأمر بحلق رأسه فزاده ذلك جمالًا, فأمره بأن يذهب إلى مكان في العراق ليسكن فيه غيرة منه على حُرَمِ المسلمين وقطعًا لمصادر الفتنة.

وقد كان المصطفى -صلى الله عليه وسلم- راكبًا وخلفه ابن عمه الفضل وكان جميلًا, فوقفت

<<  <   >  >>