للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورغَّب في خدمتهم وتسهيل أمورهم إلى حين انفراج الحال عنهم, ومن كان معسرًا وعليه دين, فإن الإسلام يوجب على صاحب الدَّيْن أن ينظره إلى حين انفراج حاله, قال تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ١، ومن كان في كربة فقد رغَّب الإسلام في الوقوف إلى جانبه ومساندته, بل ولو أدَّى ذلك إلى إيثاره على النفس, كما قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ٢.

وفي السُّنَّة النبوية قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "رمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّجَ عن مسلم كربة من كُرَبِ الدنيا فرَّج الله بها عنه كربة من كُرَبِ يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة" ٣.

ومساعدة هؤلاء لا تقف فقط عند المشكلة الاقتصادية, بل تتعدَّاها إلى أمور أخرى كثيرة؛ كالمشورة لهم والتوجُّع لحالهم ومواساتهم بالنصائح, وإدخال السرور عليهم بأيّ فعل أو قول فيه خير, وهذا جزء من التكافل الاجتماعي بين المسلمين الذي رغَّب فيه الإسلام, فإن تفريج الكربات عن المنكوب لها طرق كثيرة, وقد جعل الإسلام الكلمة الطيبة صدقة كما تقدَّم بيانه.


١ سورة البقرة، الآية: ٢٨٠.
٢ سورة الحشر، الآية: ٩.
٣ رواه البخاري ٢/ ٨٦٢، ومسلم ٤/ ١٩٩٤.

<<  <   >  >>