للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في أكثر الأحيان، إضافة إلى ما يحدثه بصاحبه من الاتِّكار في رزقه على تلك الطرق الخطرة, وترك العمل المثمر الذي ينفعه وينفع غيره من أبناء أمته, الذي يضع به لبنة في بناء صرح الإسلام, وقد حرَّمه الله تعالى وأخبر أنه رجس من عمل الشيطان, وأن الفلاح مرتهن بتركه, والخسران مرتهن بسلوكه, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ١، ٢ فالقمار رذيلة من تلك الرذائل التي حرَّمها الله على المؤمنين, وإذا أراد الناس إصلاح أموالهم والرقيّ في عيشتهم, والنزاهة في معاملاتهم فليتركوه، ومن ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه.

٥- تحريم إنفاق الأموال في غير الطرق المشروعة

وهي كثيرة، وقد تجد الشخص يجود بماله من أجلها بسخاء, ويحجم عن إنفاقه في الطرق المشروعة؛ لأن الطرق غير المشروعة توافق دائمًا هوى النفوس المبتدعة, مثل: إنفاق بعضهم على الاحتفال بالموالد البدعية, وقد عرف القارئ أن الاحتفال بأعياد المولد تكلّفت أموالًا كثيرة, خصوصًا إذا كان الاحتفال بعيد أحد الوجهاء وأصحاب النفوذ, ومن المؤسف أن تجد بعض الدول الفقيرة يأتون في هذه البدع بأنواع البذخ والإسراف بما لا يتفعله أغنى الدول أحيانًا, وكل ذلك على حساب الفقراء وكدحهم في سبيل الظهور بتلك الأبهة الحمقاء.


١ والميسر في الآية الكريمة: أي القمار.
٢ سورة المائدة الآية: ٩٠.

<<  <   >  >>