ومثل ذلك إنفاق الأموال الكثيرة في إحياء بعض الأمور الجاهلية؛ كالآثار والتماثيل الموجود قديمًا، وكذ إنفاق الأموال بسخاء على بناء المقابر وإيقاد الأنوار عليها مباهاةً وإضلالًا لأصحاب النفوس الضعيفة, ولقد حكي أن أبا بكر -رضي الله عنه- أوصى حينما قرب أجله أن يكفَّن في الثوب القديم, وقال:"إن الحيَّ أحوج إلى الجديد"١.
فأين هذا السلوك من فعل أولئك الحمقى الذين ينفقون أموالهم على رفات موتى لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم ضرًّا ولا نفعًا.
وكذا إنفاقها تشجيعًا لبعض الألعاب التي لا تعود بالنفع على المحتاجين من الفقراء، وكذا إنفاقها على شراء بعض الأجهزة وأفلاهما الخليعة التي خطَّط لتروجيها أعداء الدين والإنسانية في هوليود من فجار اليهود؛ ليكسبوا أمرين في آنٍ واحد؛ هما: كسب المال, والآخر: القضاء على الأخلاق والعفَّة والغيرة في وقت واحد، ومن ذلك أيضًا هذا الغرام العارم في النساء للتفنُّن في متابعة ما يسمونه بالموضة في الثياب وفي إصلاح الشعر وأنواع المكياجات التي لا تخدم إلّا البنوك الربوية اليهودية في أكثرها، ومنها إنفاقه على معاهد ما يسمونه بالفن, معهد الموسيقى أو الرقص الشرقي أو الغربي, أو تعليم آلات الطرب وأنواع الأغنيات, أو حفلات ما يسمون اختيار ملكة الجمال, وهي وصمة عار تجعل الحمير أرقى منهم وأعقل سلوكًا. وكذا إنفاقه في طباعة الكتب الضارَّة ككتب السحر والإلحاد, أو الشعر الماجن, إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة التي لا تحصر, والله تعالى لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, والعاقل من اتَّعظ بغيره.
١ انظر صحيح ابن حبان ٧/ ٣٠٨، موارد الظمآن ١/ ٥٣٤, الموطأ ١/ ٢٢٤، المستدرك ٣/ ٦٧.