ووضع الكتاب في يده على وجهه، فقال: افعل ما شئت، فلحقه آخر فقال: أمرك الأمير أن لا تقتله، قال: فقام أبو بَكْر، ورجع إلى الحديث الذي قطعه، وتعجب الناس منه، وتحير الرسول في أمره".
قال: وسمعته يقول: "كان أبو بَكْر بن أبي عاصم مارًّا في السوق مع أبي العَبَّاس بن شُرَيْح، فقال أبو بَكْر لأبي العَبَّاس: لو لم يكن في ترك الدنيا إلا إسقاط الكلف وراحة القلب لكفى".
وفي "تارِيْخ دمشق" -أيضًا- بإسناد صحيح، عن مُحَمَّد بن عَبْدالرَّحمن الأَصْبَهاني قال: "سمعت أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم النَّبيل يقول: لا أحب أن يحضر بمجلسي مبتدع، ولا طعّان، ولا لعّان، ولا فاحش، ولا بذيء، ولا منحرف عن الشافعي، ولا عن أصحاب الحديث".
وقال ابن عساكر في "تارِيْخه": "محدِّث بن محُدِّث، أصله من البصرة، وسكن أَصْبَهان، وولي قضاءَها، وكان مُصنّفا في الحديث، مكثرًا منه، رحل منها إلى دمشق وغيرها".
وقال ابن عَبْدالهادي في "طَبَقَاته": "الإمام الحافظ الكبير، الزاهد، قاضي أَصْبَهان، له الرِّحلة الواسعة، والتصانيف النافعة، وَلِيَ قضاء أَصْبَهان ستَّ عشرة سنة، وعُزل لشيء وقع بينه وبين عَلي بن متويه، وقد ذكر له أبو مُوْسى المَدِيْنْي ترجمة طويلة".
وقال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": "حافظ كبير، إمام ورع، مُتّبعٌ للآثار، كَثِيْر التصانيف، قدم أَصْبَهان على قضائها، ونشر بها علمه، ينزل إلى طبقة أبي حاتم الرَّازي، والبُخارِي، ويكثر عن ابن أبي شَيْبِة، وابن كاسب وهِشَام".
وقال في "التذكرة!: "الحافظ الكبير الإمام، الزاهد، قاضي أَصْبَهان، وله الرحلة الواسعة، والتصانيف النافعة، وقد أفرد له أبو مُوْسى المَدِيْنِي ترجمة