للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بن يحيى بن مَنْدَة بين يدي الله أنَّه قال لي: أشهد على أبي بَكْر بن أبي داود بين يدي الله أنَّه قال لي: روى الزُّهْري، عن عروة قال: "كانت قد حَفِيت أظافير عَلِي من كثرة ما كان يتسلق على أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

فقد قال الذَّهَبِي في "التذكرة": "لم يقع ذلك منه، إِنَّما روى شيئًا -أخطأ بنقله- من قول النواصب -لا بارك الله فيهم-، وهي حكاية مكذوبة قبح اللّه من افتراها".

وقال في "تارِيْخه": "هذه حكاية باطلة، لعلها من كذب النَّواصب، قبحهم اللّه".

وقال في "النُّبَلاء": "هذا باطل وإفْكٌ مبين، وأين إِسناده إِلى الزُّهْري؟ ثم هو مرسل، ثم لا يسمع قول العَدوِّ في عدوه، وما أعتقد أَن هذا صَدَر من عروة أصلًا، وابن أبي داود إِن كان حكى هذا، فهو خفيف الرَّأس، فلقد بقي بينه وبين ضرب العُنُق شِبْرٌ لِكَونه تفوَّه بمثل هذا البُهْتان".

وقال العلامة المعلمي -رحمه الله تعالى- في "التنكيل": "كان ابن أبي داود صلفًا تياهًا حريصًا على الغلبة، فكأنه سمع بعض النواصب يروى بسند فيه واحد أو أكثر من الدجالين إِلى الزُّهْري أنَّه قال: قال عروة … فحفظ ابن أبي داود الحكاية مع علمه واعتقاده بطلانها، لكن كان يعدها للإِغراب عند المذاكرة، ولما دخل أَصْبَهان ضايق محدثيها في بلدهم فتجمعوا عَلِيه وذاكرواه فأعوزه أَن يغرب عَلِيهم، ففزع إِلى تلك الحكاية، فقال: الزُّهْري، عن عروة … فاستفظع الجماعة الحكاية ثم بدا لهم أَن يتخذوها ذريعة إِلى التخلص من ذلك التياه الَّذي ضايقهم في بلدهم، فاستقر رأيهم على أَن يرفعوا ذلك إِلى الوالي ليأمر بنفي ابن أبي داود فيستريحوا منه! إِذ لا يرون في القضية ما يوجب القتل، فلما أمر أبو ليلى بما أمر سقط فى أيديهم، ورأوا أنهم إِن راجعوه عاد الشر عَلِيهم، فقيظ الله -تبارك وتعالى- ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>