للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الدَّارَقُطْنِي في "غرائب مالك": "حدثنا عُمَر بن أَحْمَد القَصَباني، حدثنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمان، حدثنا زَيْد بن أَخْزَم، حدثنا بِشْر بن عُمَر، حدثنا مالك، عن الزُّهْريِّ، عن سَعِيْد، عن أبي هريرة رفعه: "ما من جُرْعة أعظم عند الله من جُرْعة غيظٍ كظَمها الرجل ابتغاء وجهه وقال: لا يصح هذا عن مالك، ولا عن الزُّهْري، وإنما عند الناس: عن زَيْد بن أخزم، عن بِشْر بن عمر، عن حَمَّاد، عن يُوْنُس، عن الحسَن، عن ابن عُمَر مرفوعًا، وهذا عندي هو الصواب، ولم يحدِّث به من طريق مالك غيرُ الباغَنْدي".

وقال السَّهْمِي في "سؤالاته": "دخلت مِصْر، وسألت الوزير أبا الفَضْل جَعْفَر بن الفَضْل عن الباغَنْدي هذا؟ وحكيت له ما كنت سمعت من الدَّارَقُطْني، فقال لي الوزير: لحقت الباغَنْدي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمان وأنا ابن خمس سنين، ولم أكن سمعت منه شيئًا، وكان للوزير الماضي -يعني أباه- حجرتان، إحداهما للباغَنْدي يجيئه يومًا ويقرأ له، والأخرى لليزَيْدي، قال أبو الفَضْل: سمعت أبي يقول: كنت يومًا مع الباغَنْدي في الحجرة، يقرأ لي كتب أبي بَكْر بن أبي شَيْبِة، فقام الباغَنْدي إلى الطهارة، فمددت يدي إلى جزء من حديث أبي بَكْر بن أبي شَيْبِة، فإذا على ظهره مكتوب مُرَبَّع، الباقي محكوك، فرجع الباغَنْدي، ورأى الجزء في يدي، فتغير وجهه، وسألته؟ فقال: ايش هذا مُرَبَّع؟ فغير ذلك، ولم أفطن له؛ لأني أول ما كنت دخلت مكتبة الحديث، ثم سألت عنه؟ فإذا الكتاب لمُحَمَّد بن إِبْراهِيم مُرَبَّع، سمع من أبي بَكْر بن أبي شَيْبِة، فحك مُحَمَّد بن إِبْراهِيم، وبقي مُرَبَّع، فبرد على قلبي، ولم أخرج عنه شيئًا".

وقال الحاكم أبو عَبْد الله في "المعَرَفَة" (١) -في أثناء كلامه على النوع السادس


(١) (ص: ٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>