الثانوية, وبعد اكتمال هذه التغيرات يتحول جسم الطفل الذي كان عليه طوال المراحل السابقة إلى جسم الراشد الذي سيصير إليه طوال مراحل عمره التالية.
وتأتي التغيرات في حجم الجسم من التغيرات في الطول والوزن, ويحدث الانفجار في نموّ الطول قبل الوزن, وأكبر زيادةٍ في الطول تحدث قبيل بداية البلوغ, وتكون فترة النمو السريع هي العام السابق عليه.
ولا تُعَدُّ الزيادة في الدهون المصدر الوحيد لزيادة الوزن في المراهقة عند الذكور، وإنما يضاف إلى ذلك الزيادة في أنسجة العظام والعضلات؛ فعند البلوغ تنمو العظام أسرع, وتتغير في الشكل والنسب والبنية الداخلية "حيث تصير أكبر صلابة", وتؤلف العضلات ٤٥% من وزن الجسم "وكانت في مرحلة الطفولة لا تزيد عن ٢٥%", وأكبر زيادة في العضلات تحدث خلال الفترة من ١٢-١٥ سنة.
وتصاحب التغيرات في الطول والوزن تغيرات في نسب الحجم، فتصل الأنف والرأس واليدان والقدمان إلى حجمها الكامل أولًا, وتنمو الأذرع والسيقان أسرع من الجذع، وهو آخر ما يكتمل نموه, وتؤدي هذه الفروق في معدل نمو أجزاء الجسم إلى مشاعر مؤقتة بالصعوبة والحرج, وأحيانًا يشعر المراهق بأن يديه وقدميه أطول من اللازم, ويظل الأمر كذلك طوال فترة المراهقة, ولا يصل الجسم الإنساني إلى نسبه المعتادة التي نلاحظها في الراشدين إلّا في مرحلة بلوغ السعي أو الشباب.
وتظهر بوضوحٍ الفروق بين الجنسين في شكل الجسم, صحيحٌ أن بعض هذه الفروق تظهر في الطفولة حين تتراكم الدهون في بعض أجزاء جسم البنت أكثر من الولد, إلّا أن هذه الخاصية تزداد وضوحًا وتحديدًا مع البلوغ, وعلى العكس من ذلك, يزداد جسم الذكور كثافةً مع زيادة حجم العظام وكثرة أنسجة العضلات, كما تزداد الأكتاف لديهم عرضًا, ونتيجةً لذلك يصبح الفتى أقوى من الفتاة "وخاصة بالنسبة للجزء العلوي من جسمه", ومن الأسباب الأخرى التي تعطي للذكور قوةً جسميةً بالنسبة لحجم الجسم في هذه المرحلة الزيادة في نمو القلب والرئتين، وزيادة ضغط الدم، ونموّ القدرة على نقل الأوكسجين إلى الدم، وانخفاض معدل نشاط القلب عند الراحة, كما أنهم يكونون أكثر مقاومةً للتعب الناتج من التدريب "Mussen et al ١٩٨٤".
ومع تَقَدُّمِ البلوغ يزداد عدم التشابه بين الفتى والفتاة في المظهر، والسبب