في ذلك هو النمو التدريجي للخصائص الجنسية الثانوية, والتي تُمثِّلُ السمات الجسمية التي تميز الذكر عن الأنثى؛ ففي الذكور يصير الصدر مسطحًا ويظهر شعر العانة، ثم شعر الإبط وشعر الوجه "الذقن والشارب"، ثم شعر الجسم "الذراع والساق والكتف والصدر", وتنشط الغدد الدهنية مع المراهقة, وقد يؤدي ذلك إلى ظهور حب الشباب, كما تطرأ تغيرات على صوت الولد, ويتحول إلى نوع الخشونة غير الكاملة, تجعله في منزلةٍ متوسطةٍ بين صوت الطفولة الناعم وصوت الرجولة الخشن.
أمَّا في الإناث فتزداد الأرداف عرضًا واستدارةً نتيجة اتساع عظام الحوض, وزيادة سمك الطبقة الدهنية تحت الجلد, وينمو الصدر ويزداد كبرًا واستدارة, كما يزداد الصوت نعومة, أما الخصائص المشتركة بين الجنسين فهي ظهور شعر العانة وشعر الإبط, ونشاط الغدد الدهنية وما تسببه من ظهور حَبِّ الشباب.
وعلى عكس التغيرات السريعة في بنية الجسم ووظائفه مع البلوغ, فإن الجهاز العصبي المركزي يكون قد وصل إلى اكتمال نموِّه تقريبًا في سن العاشرة، ولذلك لا يطرأ على هذا الجهاز أيِّ تغيُّرٍ مفاجئٍ مع المراهقة.
أما الزيادة التدريجية في نمو التحكم في المهارات الحركية الدقيقة وفي النشاط العضلي "كما سنوضح فيما بعد" فيبدو أنها ترجع إلى التعليم والتدريب والممارسة.
ومن حقائق النمو الإنساني أن المراهق قادرٌ على أداء أيِّ مهارةٍ يمارسها الراشدون، إلّا أن السياق الاجتماعي والأسري يحدد أيّ المهارات يستحق التقدير والتعزيز, فإذا علمنا أن المراهق في الأغلب يكون منخرطًا في مراحل تعليميه حاسمة, نجد أن القيم الاجتماعية السائدة المرتبطة بتقدير أو عدم تقدير ما تقدمه المدرسة يؤثر في نشاط المراهق, ومن ذلك مثلًا المبالغة في تقدير المواد الأكاديمية على حساب مواد الأنشطة والفنون والموسيقى، كما هو الحال في منظومة التعليم الحالية في مصر.
أثر التغيرات الفسيولوجية والجسمية أثناء البلوغ في السلوك:
يصاحب النموّ السريع والتغيرات الجسمية في هذه الفترة أعراضٌ غير ملائمة؛ كالتعب والكسل, وعادةً ما يقع الآباء في خطأ أن يتصوروا أنه ما دام الطفل صار كبيرًا جسميًّا على النحو الذي أصبح عليه في سن البلوغ, فإنه يمكنه القيام