للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدرسة المراهقين:

تختلف خبرات المراهق في المدرسة عن خبرات الطفل, ومع ذلك فإن النتائج تكون متشابهة بين مدرسة الأطفال ومدرسة المراهقين.

وقبل أن نبدأ في عرض أثر المدرسة, نتناول إحدى مشكلات النظام التعليمي لهذه المرحلة, فقد ساد لفترةٍ من الوقت تخصيص مرحلة تعليمية منفصلة للطور النمائي الخاص بالبلوغ والمراهقة المبكرة "اصطلح على تسميتها المرحلة الإعدادية أو المرحلة المتوسطة", إلّا أنه منذ بضع سنوات شاعت "موجة" التعليم الأساسي الذي تَرَتَّبَ عليها دمج المرحلتين الابتدائية "التي تتطابق مع طور التمييز", والإعدادية "التي تتطابق مع طور المراهقة المبكرة أو بلوغ الحلم", في مرحلة واحدة مكونة من تسع سنوات, ثم طرأ تعديل جديد فخفض المدة الكلية لهذه المرحلة إلى ثماني سنوات, وفي جميع الأحوال اعتُبِرَ الطوران النمائيان مرحلة واحدة.

والواقع أن جميع الشواهد السيكولوجية تؤكد لنا أن طور البلوغ أو المراهقة هو مرحلة وسط بين المرحلة الأعلى "الشباب ثم الرشد", والمرحلة الأدنى "الطفولة", والأصح في رأينا أن تظل بوضعها الذي ظلَّ قائمًا لسنوات طويلة، فترة انتقالية بين الطفولة والشباب أو بلوغ السعي.

ويزيد من صحة الرأي الأخير أن الخبرات المدرسية في طور المراهقة المبكرة تختلف عن كلٍّ من تلك التي تقدَّمَ في كلٍّ من طور الطفولة والشباب؛ فالمعلمون عادةً ما يكونون أقل تعاطفًا وأقل اهتمامًا بالمشكلات الفردية إذا قورنوا بمعلمي المرحلة الابتدائية, أضف إلى ذلك أن خبرة البلوغ تدع المراهقين أكثر وعيًا بذواتهم, بمقارنتهم بالمرحلتين الأخريين, بالإضافة إلى ذلك فإنهم يشعرون بأنهم ينأون تدريجيًّا عن الطفولة, إلّا أنهم في نفس الوقت أبعد ما يكونون عن الرشد "على عكس الشباب في المرحلة الثانوية", ولهذا لا يُعَدُّ التعليم بالنسبة إليهم دافعًا للتخطيط الجادِّ للمستقبل المهني أو النشاط الأكاديمي, وعلى الرغم من أن حوالي ٢٥% من المراهقين المبكرين يهتمون بالحصول على درجات عالية في الامتحانات, إلّا أن معظمهم أكثر اهتمامًا بالجوانب الاجتماعية للمراهقة "Golhaber ١٩٨٦".

<<  <   >  >>