"على كل مسلمة صدقة, قال: أرأيت إن لم يجد؟، قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق، قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة المهلوف، قال: أرأيت إن لم يستطع؟، قال: يأمر بالمعروف أو الخير، قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة" رواه البخاري ومسلم.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله دائمًا من "العجز" و"الكسل", وقد وصف القرآن الكريم العمل كثيرًا بصفة الصلاح, وورد ذكر العمل الصالح في عشرات الآيات القرآنية, وهو يلي الإيمان بالله في العديد من هذه الآيات, والعمل الصالح يشمل كلَّ ما يقوم به الإنسان نحو خالقه ونحو نفسه ونحو أسرته ونحو مجتمعه ونحو الإنسانية كلها.
الاختيار المهني: يتشابه اختيار الراشد لمهنته -إلى حَدٍّ كبير- مع اختياره لزوجته؛ ففي كلٍّ منهما قد توجد ضغوط أسرية، كما تحدد العوامل الاجتماعية إلى حَدٍّ ما الاختيار ودرجة الرضا عنه.
والاختيار المهني، كالاختيار الزواجي أيضًا، عملية متبادلة, فكما أن كلًّا من الزوج والزوجة يدرس كل منهما الآخر قبل قرار الزواج، فإن العامل وصاحب العمل "في القطاع الخاص" أو إدارة المؤسسة "في الحكومة والقطاع العام" يتبادلان الدراسة والفحص "إلّا في حالات التعيين "الإجباري" عن طريق القوى العاملة, وكذلك فكما أن الزواج قد ينتهي نهاية غير سعيدة بالطلاق, فإن العامل قد يُفْصَلُ من عمله، أو يستقيل منه.
وكالنمو الزواجي, فإن النمو المهني عملية مستمرة على مدى حياة الإنسان, فقد يبدأ التهيؤ له مع مرحلة المراهقة -وربما قبلها بقليل- ولا ينتهي بمجرد الدخول في سوق العمل.
وبالمثل نشأت في كلٍّ من الزواج والعمل ضرورات عملية لإنشاء خدمات الإرشاد والتوجيه النفسي, صحيح أن خدمات التوجيه المهني أكثر شيوعًا في وقتنا الحاضر من خدمات الإرشاد الزواجي، إلّا أن الحاجة إليهما ماسة، وهي أكثر إلحاحًا في ظروف المجتمعات العربية الإسلامية المعاصرة باعتبارها تنتمي إلى العالم الثالث أو الدول النامية, والتي تعاني من البطالة وسوء الاختبار المهني من ناحية, ومن مشكلات الزواج التي تناولناها فيما سبق من ناحية أخرى.
وتحتل مسألة الاختيار المهني Vocational choice محور الاهتمام في جميع الخدمات النفسية التي يجب أن تُقَدَّمَ للراشدين الصغار "ومن قبلهم المراهقين