للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧- استخدام أفضل طرق تنظيم التعلم:

اهتمَّ علماء النفس التربويون بموضوع تنظيم التعلم من جانبين: أحدهما تحديد أفضل طول لفترات التعلم، وثانيهما تحديد أفضل طول للمهمة التي يتم تعلمها.

وقد نوقِشَتْ المسألة الأولى طويلًا تحت عنوان "توزيع التعلُّم أو تركيزه" وأكدت النتائج أن التعلم يتحقق بسهولة أكثر في حالة استخدام فترات راحة متكررة, وقُدِّرَتْ فترات العمل بين ٢٠دقيقة،٤٠دقيقة, بينها فترات راحة طولها ٥ أو١٠ دقائق, والواقع أنه في فصول تعلُّم الراشدين يبدو أن هذا السؤال محض اهتمام نظري وأكاديمي؛ لأن الملاحظ عامَّة أن تكون فترات العمل معهم في العادة عبارة عن جلسة أو جلستين في اليوم, طول الجلسة ساعتان, بعدها فترة راحة لتناول الشاي مدتها ١٠-١٥ دقيقة, وبالإضافة إلى هذا فإن معظم فصول تعليم الراشدين تنظَّم في المساء؛ حيث يكون المعلمون والمتعلمون جميعًا في حالة تعب بعد عناء يوم العمل "إلّا في حالة تفرغ الراشدين للتعلم كما هو الحال أحيانًا في برنامج التدريب أثناء الخدمة", وفي مثل هذه الظروف يرحب الجميع بأيِّ نوعٍ من الراحة, حتى ولو كانت لبضع دقائق يتحرك فيها الدارسون قليلًا في أماكنهم.

وفي بعض برامج التدريب تتاح فترات أكثر مرونة، وبالتالي قد تتهيأ الفرص لمعالجة طول فترات التعلم لتلائم المتدربين, وهنا نجد أن الأدلة تؤكد أن التدريب الموزَّع أفضل, فيتعلَّم المهارات الحركية, وخاصةً في المراحل المبكرة؛ لأن التعلُّم لو أصبح أكثر تركيز, فإن المتعلم إما أنه لا يظهر أيّ تحسنٍ, أو أن أداءه يتدهور عما كان عليه من قبل, بينما بعد فترة الراحة قد يصل أداؤه اللاحق إلى مستوى أعلى مما وصل إليه أداؤه السابق.

ويعتمد طول فترة العمل وفترة الراحة في التعلُّم على المستوى النمائيّ للإنسان، فالطفل في حاجة إلى فترات عمل قصيرة، ثم تزداد هذه الفترات طولًا مع المراهقة والشباب, وفي طور الرشد المبكر يمكن للمتعلمين أن يستفيدوا من فترات عملٍ طويلة أثناء تعلمهم, إلّا أنه مع وصول الإنسان طور بلوغ الأشد "وسط العمر" ومع إيغاله فيه وصولًا إلى نهايته, وبداية العمر الثالث للإنسان "الشيخوخة", فإن فترات العمل التي يحتاجها أثناء التدريب تتجه مرة أخرى إلى القصر، حتى نجدها في المراحل المتأخرة جدًّا من العمر تكاد تقترب في طولها من فترات عمل الصغار.

<<  <   >  >>